العدد العاشر: الطريق الجديد .. لأن الحقيقة هي أول الطريق نحو السلام
الجمعة الأول من شهر أغسطس 2025
كلمة العدد:
العنف الجنسي يطارد اللاجئات السودانيات حتى في المنافي فتيات يغتصبن وأمهات يبعن ملابسهن من أجل البقاء
في مشهد مؤلم جديد يكشف عن فصول المعاناة التي تواجه النساء والفتيات السودانيات الفارات من جحيم الحرب، أفادت تقارير ميدانية بأن لاجئات سودانيات في مدينة ملكال، جنوب السودان، يتعرضن لاعتداءات جنسية واستغلال بشع، في ظل غياب الحماية، وتفاقم الأزمة الإنسانية.
وأكد صندوق الأمم المتحدة للسكان، أن العديد من النساء والفتيات الوافدات حديثًا إلى مراكز العبور، لا سيما مركز “بلوكات” المجاور لميناء ملكال – أفدن بتعرضهن أو مشاهدتهن لحالات اغتصاب جماعي، لا سيما في مناطق الخرطوم وأم درمان، وكذلك على طول طرق النزوح.
وقالت (م. ا)، لاجئة من أم درمان، إن جارتها (ر.م)، وصلت معها إلى ملكال، بينما بقيت بناتها الثلاث في الخرطوم، قبل أن تصدم بخبر تعرضهن للاغتصاب الجماعي، وهو مشهد يختزل مأساة آلاف النساء والفتيات اللواتي وقعن ضحية العنف الجنسي خلال رحلة النزوح.
وبحسب إحصاءات أممية، فقد وصل أكثر من 170,000 لاجئ وعائد إلى جنوب السودان منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، غالبيتهم من النساء والأطفال، الذين ينامون في العراء دون مأوى أو حماية، ما يزيد من تعرضهم للعنف وسوء المعاملة.
ويؤكد الصندوق الأممي أن اللاجئات يضطررن أحيانًا لبيع ملابسهن أو مقتنياتهن لتأمين الغذاء، بينما تخاطر أخريات بالتوغل في الأدغال لجمع الحطب وبيعه، وهو ما يعرضهن لهجمات الحيوانات المفترسة والانتهاكات.
كما كشف الصندوق عن تلقي المركز المتكامل التابع له في ملكال أكثر من 550 حالة عنف جنسي خلال الأسبوعين الأولين من يوليو، من بينها 200 امرأة و190 فتاة، في وقت تعاني فيه الخدمات من ضغط هائل، ونقص حاد في الإمدادات.
وأشار التقرير إلى أن 530 ألف امرأة وفتاة في السودان حالياً في سن الإنجاب، من بينهن 53 ألف حامل، يُتوقع أن تلد نحو 5,900 منهن خلال الشهر الجاري، في ظروف إنسانية تفتقر لأبسط مقومات الرعاية الصحية.
وطالب صندوق الأمم المتحدة للسكان بدعم عاجل يُقدّر بـ مليوني دولار لتعزيز استجابته في جنوب السودان، مؤكداً أن النساء والفتيات يواجهن مخاطر جسيمة، في ظل استمرار الصراع وتزايد أعداد الفارين من العنف.