في الثامن من مارس 2025، نرفع صوتنا عالياً احتفاء بالمرأة في كل بقاع الأرض، وخصوصاً المرأة السودانية، التي تواجه بشجاعة نادرة أهوال الحرب وويلاتها. في هذا اليوم، نجدد عهدنا بالدفاع عن حقوق النساء والانتصار لقضاياهن وتمكينهن من أداء دورهن الفاعل في بناء سودان ينعم بالسلام والديمقراطية والعدالة.
يأتي هذا اليوم في ظل واقع مرير تعيشه المرأة السودانية، بسبب الحرب المدمرة والمستمرة، وكانت النساء من أكبر ضحاياها، إذ تحملن وطأتها القاسية وانعكاساتها الكارثية، ولقد شكلت الجرائم الجنسية أحد أسلحة هذه الحرب البشعة، وطالت حتى فتيات في عمر الطفولة لا تتجاوز أعمارهن السبع سنوات، في انتهاك صارخ لإنسانيتهن وحقوقهن الأساسية، وللأسف لا تزال الناجيات يعانين ليس فقط من الصدمة، بل من غياب العدالة والحرمان من الرعاية الطبية والدعم النفسي والاجتماعي، مما يزيد من محنتهن ويعمق من معاناتهن.
إننا في المركز النوبي للسلام والديمقراطية ندين بشدة هذه الجرائم التي تستهدف النساء، ونحمل الأطراف المتحاربة المسؤولية الكاملة عن حماية المدنيين، ومحاسبة المتورطين في جرائم العنف الجنسي، ووقف الحرب فوراً حفاظاً على كرامة المرأة وحياتها.
لقد دفعت النساء السودانيات ثمن هذه الحرب أكثر من غيرهن، إذ شرد الملايين منهن وأصبحن عالقات في مخيمات يواجهن ظروف يائسة ووضع إنساني كارثي يتطلب استجابة عاجلة وإجراءات حاسمة لإنقاذ أرواح النساء والأطفال الأبرياء.
وفي هذا اليوم، نؤكد إن الاعتراف بدور المرأة ليس خياراً، بل هو التزام تاريخي وأخلاقي، ونحن في المركز النوبي للسلام والديمقراطية نؤمن بحق المرأة في القيادة والتمثيل العادل في جميع المؤسسات، ونعمل على تعزيز وعيها وإمكاناتها لضمان مشاركتها العادلة والفعالة في رسم مستقبل البلاد، وإن السلام العادل والمستدام لن يتحقق دون مشاركتهن الكاملة، وإننا نؤكد أن تمكين المرأة في السياسة والمجتمع والاقتصاد هو شرط أساسي لإنهاء النزاعات وتحقيق الاستقرار السودان.
تحية إجلال وفخر لكل امرأة سودانية حملت راية النضال، ولكل من رفضت الخضوع، وتصدت للظلم، وندعو المجتمع الإقليمي والدولي والمنظمات الانسانية، والحركات النسوية والحقوقية للوقوف مع النساء السودانيات، ودعمهن في مواجهة التحديات الجسيمة التي تهدد حياتهن ومستقبلهن.
المركز النوبي للسلام والديمقراطية
8/3/2025